مشاعر جديده

الصوره مش لمشروع خير بس حسيت الصوره مشيه مع الموضوع  

فى السنه اللي فاتت, لما كنت متطوع فى نشاط جامعى مجتمعى اسمه (مشروع خير), مابين جميع الاجتماعات و الخطط و حملات التبرعات و مائت بل الالف الرسائل, رحلاتان قمنا بهما هما اللتان تركتا اثر عظيم في. احدهما كان الى دار مسنين هنا فى التجمع الخمس و الاخرى الى مدرسه تعليم اساسى للمكفوفين تسمى مدرسه النور فى المهندسين. 

تلك الرحلتين تركتا اثر غريب في نفسي, بل و ساعدتنى ان اتعرف على جوانب لم اعرف قط انى امتلكها. ففى الرحله الى مدرسه النور و جدت نفسى اشعر بتعاطف غريب مع هؤلاء الطلاب, مما منعنى من ان اكمل الجوله مع باقى الفريق فى البدايه. بدأت تراودنى العديد من الافكار من تفكيرٍ فى كيف يعيش هؤلاء الطلاب الى تفكيرٍ فى كيف يفكرون عن اعاقتهم, مما جعلنى متجمدً فى مكانى تائهً فى افكارى الى انا سحبنى اصدقائي لاكمل الجوله معهم. حتى الان ماذلت اذكر فرحه و سعاده هؤلاء الطلاب بتلك الزياره. و ما ذال عندى هذا الدافع الغريب لان احاول انا اقلل معانه هؤلاء الطلاب الذين ابتلوا بفقد حاسه البصر. نعم, انا لست طبيب. و ربما اذا حدثت هذه الحادثه قبل الثانويه لكنت غيرت اختيارى و رغبت فى دراسه الطب. و لكننى الان طالب هندسه, و لا فائده فى التفكير قيما كان يمكن ان يحدث ( على الاقل, يمكن ان نأجل هذا الى محادثه عن الأكوان المتوازيه), و فى الواقع انا لست متأكد كيف يمكننى ان اسعدهم من مكانى هذا. على ايه حال, هذه الرحله القصيره, التى لم تستغرق ألا بضع ساعات, حركت في مشاعر لم اعرف بوجودها من قبل, بل وجعلتنى, رغم تقصيرى, ممتن لما انا فيه من النعم الى لا اقدرها عادته الا عند أختلالها.

فى الزياره الثانيه, عندما زرنا دار المسنين, قابلنا رجالا و نساءا من جميع طبقات مصر, بل و من مختلف الوظائف. قابلا المهندس و الطبيب, الكاتب و الاستاذ الجامعى, و الفنى و الحلاق, مع كامل احترامى لجميع هذه الوظائف. جمع بين اغلب هؤلاء الناس مرض الزهيمر. انا لست هنا لاتكلم عن النقاش الاخلاقى او الفلسفى حول قضيه ارسال هؤلاء الناس المسنين الى الملاجئ بعيد عن اهلهم, لان هذا نقاش يطول و لست اهلاّ لأتكلم فيه, و لكن زيارتى هذه حركت فى, مرهً اخرى, مشاعر جديده لم اعتدها من قبل. اولوها, رغم تفاهتها و وضوحها الا اننى الى وقت قريب لم تكن تشغل من بالى حيزاً, اننا مهما طال عمرنا فسوف نكبر و نعانى من الشيخوخه و فى النهايه (كفى الله الشر) حنموت. و ثانيها, هى اننى اصبحت اخاف من مرض الزهيمر. مما دفعنى للبحث عن طرق الوقايه منه و التى يمكن ان أُلخِصها فى انه يجب ان نبقى دماغنا شغاله عن طريق حل مسائل رياضه او حفظ قرأن او اى نشاط يتطلب مجهود ذهنى. تلك الانشطه, على الاقل, يمكن ان تأخر الاصابه بالمرض, و ليس من الداعى انها سوف تمنعه للعديد من الاسباب الوراثيه الغير قابله للتغير حالياً. 1

انا لست متأكد ما هى الاسباب وراء التأثير الذى تركته كلتا الزيارتين فى نفسى, غالباَ السبب هو انهما الاول من نوعهما بالنسبه لى. و هذا يذكرنى بجمله للفيلسوف جوسيف كامبيل 2 حين قال ان الناس لا تبحث عن معنى لحياتها و لاكنا تبحث عنى تجارب تجعلهم احياء. الغرض من كتابتى لهذا هو التنويه الى انه بمجرد ان نخرج من هذه الفقاعه الصغيره التى نسميها حياتنا اليوميه يمكننا ان نعرف عن اشياء و اشخاص و احداث و مشاعر لم يكن لنا ان نعرفها او ان نشعر بها ابداً اذا ظللنا ملتزمين بجداولنا و مسؤلياتنا التى تبدوا لى و كأننها لا تنتهى ابداً. و دمتم سالمين. 3

1- goo.gl/fzN15o
2- Joseph campbell
3- “People say that what we're all seeking is a meaning for life. ... I think that what we're seeking is an experience of being alive"

Comments